(((>>>>> تابع ما سبق))) وفقزت من على سريري، وتخطيت اللحف والفراش والوسائد المنتشرة قرب سريري، وذهبت إلى الخزانة حتى أختار ثياباً مناسبة للخروج واللعب بالثلج.. جهزت نفسي ولم يتبق سوى القفازات والتي ستسمح لي أن أمسك الثلج.. لكن أين هي؟!.. ثم قمت بالبحث عنها.. ورأيت أختي وقد استعارت قفازات أختي الكبرى.. فطلبت منها مساعدتي في البحث عن أي قفازات أستطيع ارتداءها، وبعد عملية البحث.. أسفرت النتائج عن قفازين كل واحد بنوع مختلف إلا أنهما بنفس اللون الأسود.. فارتديتهما على أية حال.. قبل أن نخرج كان علينا أن نعرف إذا كان اليوم سيكون عطلة رسمية بسبب الثلج أم لا.. لذا فتحنا التلفاز على الأخبار.. لكن المستقبل الـ (receiver)لم يستطع استقبال المحطات.. لماذا؟ توقعنا حالاً لابد أنه مغطى بالثلج.. لذا صعدنا إلى سطح المنزل وأزلنا عنه الثلج، ثم أخذت أراقب مشاهد الثلج في كل مكان من على سطح المنزل، وبينما أنا كذلك شاهدت إخوتي الصغار مع أبناء عمي يلعبون ويقومون بمحاولة لصنع رجل ثلج.. لقد كانت فرصة رائعة بالنسبة لي.. فقمت بصناعة كرات ثلجية وأخذت ألقيها عليهم واحدة تلو الأخرى وأختبئ بعدها حيث أراهم ولا يرونني.. لقد كان منظرهم مضحكاً وهم يحاولون البحث عن صاحب القنابل الثلجية التي تقذف على رؤوسهم.. وسرعان ما اكتشفوا أمري وأخذت بداية المعركة الثلجية...لكن الأمر لم يكن عادلاً لأني في الأعلى وهم في الأسفل، لذا نزلت واستمررنا باللعب بالقذائف أقصد الكرات الثلجية،بعد أن استأذنا من أبي للخروج.. لأنه كان قد نبه على إخوتي الصغار الدخول إلى المنزل خشية الإصابة بالبرد أو الزكام.. لكنه وافق على الخروج إذا اصطحبتهم أنا بنفسي كوني أكبر منهم ويمكنني الإعتناء بهم.. وهكذا خرجنا جميعاً وأخذنا نلهو نصنع القذائف الثلجية ونلقيها في وجوه بعضنا.. ولا تتصورون كم كانت السعادة والحيوية تملأ قلبي وتغمرها.. إنها المرة الأولى التي ينزل فيها الثلج وأراه يكسو كل المناظر حولي.. ثم أستطيع اللعب به.. كم كنت في غاية السعادة!!.. وجلست على الثلج ولعبت به وكما صنعنا رجال ثلج لكن محاولاتنا جميعنا كانت بسيطة لذلك لم نصنع واحداً كبيراً لإنشغالنا بمعارك القذائف الثلجية، لقد شارك المعظم في اللعب، وخرجت زوجة عمي لللعب معنا وكنت سعيدة بذلك... كونّا فرق رائعة.. وألقينا القذائف الثلجية حتى على عمي، كما لم يسلم أبي من كراتنا الثلجية هذه مع أنه صارم ومتحفظ في مثل هذه الأمور، لكن ربما يكون الوضع محسوباً لأننا جماعة نلعب، ولو كنت وحدي لما تجرأت على قذف الكرات الثلجية وأمازح أبي، هاهاهاهاهاه.......كما وقمنا بعرض أزياء للبنات بمعاطفهم وملابسهم المتسخة والمبللة بالثلج الذائب.. وكنا سعداء.. وانفجر الجميع من الضحك خلال فقرة عرض الأزياء فقد كنت أنا من يتولى التعليق على الثياب بكلمات ساخرة هاهاهاه وأخيراً ملّ الجميع من اللعب عداي أنا وأختي لكنّا إضطررنا للعودة للمنزل بعد تعب لذيذ من الملاحقات والإنزلاقات على الثلج لأن الجميع قد عاد ولم يتبق سوانا نلعب.. وهكذا دخلنا المنزل وشاهدنا تتمة الأخبار على قناة الجزيرة وقناة عمان، وكانت المناظر حتى على التلفاز رائعة حقاً.. خاصة ذلك المشهد الذي عرضوه على الجزيرة لشخص يلعب بالثلج ويعلقون عليه عندما جرى حاملاً كتلة ثلجية كبيرة " أما أصحاب الحظ العاثر الذين لم يستطيعوا موازنة أنفسهم في المشي فوق الثلج فينزلقون ويسقطون".. هاهاها.. أجل فقد سقط ذاك الولد على وجهه وبطنه وسط الثلج وكان منظره مضحكاً هاهاهاه ترى من يكون ذاك الولد يا ترى!؟؟.. إنه محظوظ فقد عرضت قناة الجزيرة صورته ليراه العالم وهو يسقط ثم يضحكون منه.. هاهاهاه..... بعد ذلك تناولنا فطورنا ودارت بيننا أحاديث عرفنا خلالها أن أول من اكتشف نزول الثلج في منزلنا هو أخي الأصغر، حين خرج في الصبح بعد أن أشرقت الشمس ليبحث عن عسل قطتنا المنزلية ورأى الشجر والشارع أمام منزلنا مغطى بلون أبيض فظن أن أحداً ما قد قام بطلاء الأشجار والشارع، لكنه لم يقتنع بذلك فدقق النظر ثم صرخ من المفاجئة ينادي أختي يقول: ثلج..ثلج.. إنه ثلج صدقوني.. هاهاها كم أخي الصغير مضحك.. خاصة بأفكاره البريئة..هاهاه... قام بعدها كل واحد إلى أعماله اليومية الروتينة إلى أن انتهى ذلك اليوم وأنهى قصة الثلج في بيتنا وعلى قريتنا..