إنترنت الأشياء أو ما يسمى Internet of Things

في الفترة الاخيرة أصبحنا نسمع مصطلح انترنت الاشياء في جميع المنصات ووسائل الاعلام المختلفة ويتم الحديث عنه وعن اهميته في حياتنا اليومية ولذلك أود ان اقدم هنا ملخصا ارجو ان يكون ذا فائدة للتعرف اكثر عليه.
تعريف:
هو خاصية قدرة الاجهزة على التواصل والتنسيق فيما بينها من خلال شبكة الانترنت بحيث تقوم بجميع الامور بدون اي تدخل بشري معتمدة بشكل كبير على البيانات الضخمة، الذكاء الاصطناعي، وشبكة الإنترنت.
الهدف:
يهدف انترنت الأشياء الى إنشاء وتحسين العمليات في مختلف القطاعات من خلال تقديم نماذج عمل تساهم في رفع كفاءة الاعمال، خفض التكاليف، تعزيز الابتكار، خلق فرص تجارية جديدة، زيادة الربحية وطرح رؤى جديدة للمؤسسات في عملياتهم التشغيلية والتي تساهم بتقديم حلول متطورة ومبتكرة سواء للأشخاص أو الشركات وفي مختلف القطاعات الحيوية مثل الصناعة، التعدين، الطاقة، المياه، النقل، الصحة، التعليم، السياحة، الزراعة، البيئة، الأمن، وسائل المتعة والرفاهية، وغيرها من القطاعات الأخرى من أجل تحسين نوعية الحياة.
من الأمثلة على استخدامات إنترنت الأشياء:
المدن الذكية:
يمكن الاستفادة من إنترنت الاشياء بتحويل المدن لمدن ذكية بحيث تدخل في ايجاد حلول لأزمات السير، قياس درجات الضوضاء والتلوث، التحكم في الإنارة، مراقبة معدلات الجرائم، كاميرات المراقبة والتتبع.
المباني والمنازل الذكية:
تعتبر الأكثر شعبية بين جميع الاستخدامات واشهر هذه الأجهزة العدادات الذكية، يمكنكم إنترنت الأشياء من التحكم بكامل اجهزة المنزل الموصولة بالإنترنت خاصة اجهزة الترفيه المنزلي الذكية من التلفاز والسماعات والغسالات، والثلاجات، والافران، واجهزة التكييف، والتدفئة وغيرها من الأجهزة المنزلية الذكية من خلال الهاتف الذكي او اجهزة المساعدة الصوتية مثل اليكسا (أمازون ايكو)، بيكسبي من سامسونج، وكورتانا من مايكروسوفت، وسيري من أبل يعتبروا من اشهر المساعدات الصوتية المستخدمة كونها موجودة على جميع الأجهزة الذكية ويوجد منها مساعدات صوتية خاصة للمنازل أيضا.
الأجهزة القابلة للارتداء:
أهم هذه الأجهزة هي الساعات الذكية التي غزت الأسواق في الآونة الأخيرة سواء ساعات أبل الذكية، سامسونج، هواوي، شاومي وغيرها الكثير. ايضا هنالك الأساور الإلكترونية التي نسمع عنها حاليا لاستخدامها لغايات الحجر الصحي أو الحجز الأمني، أو المراقبة المرضية خاصة لمرضى القلب والصرع وغيرها من الامراض التي تهدد سلامة وصحة الإنسان والسجل المرضي الكامل بالإضافة للأدوية والطبيب المتابع للحالة. واخيرا وليس آخرا النظارات الذكية التي تدعم الواقع الافتراضي والمعزز Virtual/Augmented Realty
السيارات المتصلة:
السيارات الحديثة اصبحت مجهزة بإنترنت الاشياء التي تمكن السيارة من التواصل مع اي جهاز متصل بالشبكة العنكبوتية والتي تساعدها على القيادة الذاتية، مراقبة حالة الطرق، تجنب الازدحام المروري، المحافظة على مسافة الأمان على الطرق، التقيد بالسرعة، منع السرقة، وفي حالة الحوادث؛ لا قدر الله؛ تتواصل مع اقرب نقطة أمن ودفاع مدني وترسل الموقع للمساعدة السريعة. كما يمكن ربط جدول المواعيد مع السيارة بحيث تمكنك من الوصول للمكان على الوقت من خلال اختيار افضل مسار حسب الخرائط والازدحام المروري للمكان المقصود.
أهمية إنترنت الأشياء في القطاعات المختلفة:
التعليم:
تعزز إنترنت الاشياء التعليم والتعلم بطرق غير تقليدية بحيث تساعد في تطوير مهارات الطلبة والمدرسين، انشاء نماذج ثلاثية الابعاد تساعد على شرح المواد بطرق جديدة مثل المحاكاة والتمثيل، وتطوير تطبيقات تعليمية تساعد على تنمية المعرفة والابتكار.
الصناعة:
الروبوتات، مراقبة العمليات الصناعية والمعلومات المزودة من المعدات وتحليلها، قياس ورصد الانبعاثات الغازية والحرارية لمتابعة اجراءات السلامة والحماية، رصد الوضع التشغيلي للمعدات ومراقبتها وتحديد مواعيد الصيانة، تحديث السوفت وير الخاص بالماكينة أتوماتيكيا في حال إصداره.
الزراعة:
تتبع انظمة الري، مواعيد الاسمدة، مراقبة الاحوال الجوية، مراقبة المحاصيل من الآفات والاخطار مثل الحرائق، رصد نسب الأملاح والمبيدات الحشرية، الرعي الذكي ومتابعة القطيع، قياس التلوث البيئي للمياه خاصة لمزارع تربية الأسماك. طبعا لا ننسى هنا مراقبة الغابات والثروات الحرجية من خلال اجهزة المراقبة وطائرات الدرون.
النقل:
تتبع الآليات الخاصة بالشركات، الوزارات، وسائل النقل، الطرق، الازدحامات المرورية، تحليل بيانات المسارات لوسائل النقل وتعزيزها عند اوقات الذروة او تعديل المسار حسب الحاجة، توفير الوقت والجهد على شركات الشحن والتوصيل بجمع الطرود او الطلبات حسب المنطقة او العنوان الواحد مما يساهم بالحد من الازدحام المروري والتلوث. ايضا يمكن تزويد محطات التحميل بأجهزة لمتابعة أعداد المتواجدين على كل محطة ويمكن ربط البطاقات الخاصة بالنقل بالمحفظة المالية والهاتف الذكي او الساعة الذكية بحيث تعطي تنبيها للسائق بعدد الاشخاص المحتمل تحميلهم او تنزيلهم في كل محطة على سبيل المثال.
السياحة:
يمكن الاستفادة من الواقع الافتراضي والمعزز في الأماكن السياحة بحيث تتيح للسائح ان يعيش تجربة فريدة من نوعها تحاكي الواقع حسب التاريخ للمنطقة وأيضا تعطي تفاصيل الموقع وافضل وسيلة للوصول للموقع بالإضافة الى الخدمات والوسائل الموجودة بالموقع من مطاعم وخدمات، اوقات العمل، خريطة المسار للزيارة داخل الموقع، مع تنبيهات للتعريف في اي نقطة موجود ويكون الشرح مدعوما بعدة لغات لراحة السائح، مع تحديد سعر الخدمات المتاحة في تلك المواقع حتى لا يقع فريسة سهلة للجشعين والطماعين.
البيئة:
مراقبة مدى التلوث البيئي، مراقبة المصادر الطبيعية مثل المياه، التنوع البيولوجي، المحميات البيئية، درجات الحرارة، مع ربطها جميعا مع حماية البيئة واصدار التنبيه الفوري لأقرب دورية للإجراء الفوري في حال حدوث أي شيء سواء كان حريقا أو اعتداء.
طبعا يطول الحديث عن باقي القطاعات بحيث يمكن تطبيق إنترنت الأشياء حسب القطاع والحاجة للمحافظة على ديمومة العمل بدون أي انقطاع او تدخل بشري كما قلنا سابقا.
إنترنت الأشياء والأمن السيبراني:
مع ازدياد اعداد الاجهزة المربوطة على الشبكة العنكبوتية، يجب الا ننسى مدى أهمية حماية هذه الأجهزة من هجمات القرصنة والاختراق للبيانات والمعلومات بكافة أنواعها للحفاظ على أمن وأمان المستخدمين ومزودي الخدمات من خلال المتابعة الفورية لأي تهديد أمني ممكن أن يهدد استمرارية الخدمات، الشركات و/أو الأشخاص.
إحصائيات:
حسب التقري الصادر عن منظمة جي أس أم آي المعنية بالاتصالات فان إنترنت الاشياء بلغ 12 مليار جهاز متصل في العام 2019 ومتوقع ان يصل لـ25 مليار جهاز متصل في العام 2025 وبحيث ان تكون الشركات من أكثر المستفيدين بحلول العام 2024. من المتوقع ان تصل العوائد من إنترنت الأشياء لحوالي 1.1 تريليون دولار في 2025 ويبلغ عدد أجهزة تقنيات إنترنت الأشياء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 396 مليون جهاز في العام 2018 ومن المتوقع ان يصل 1.1 مليار جهاز في العام 2025.

منقول