تحتَ سمَاءٍ زَرْقاَءٍ حَمَلتْ غُيوًمًا صَيُوحَةُ فاَتنِةٍ وَ لوْنً
صاَفيًا ، دَائمًا وَ أبدًا نَشْعُرُ بِقُشَعْريِةٍ بِسَمَاَعْ عُصْفوُرْ صَغِيرْ
إنْضَمَ لِعَائلتِنَا الكَريمَةِ ، بيْنَ ذِرعَيْ أمٌ وَ أبٌ سعِيدْ ، يكُونْ
كالَبَيضةِ أحٌ وَ مُشْرِقْ ، لاَ عَواَصِف وَ لاَ ريَاحٌ قوِيةِ فيِ يوْمِ
وِلادتِهِ الْمُبَارَكْ ، بلْ شَمْسُ وَ سَمَاءٌ صاَفيَةِ تُرحِبُ بهِ فيِ
عاَلمِهَا هذَا
مَوْلوُدةٍ جدِيدةٍ فيِ قرْيتِناَ
بيْضاءَ البَشرةِ و جمِيلةِ جدًا كالْقُطْنِ كانَتْ ، مثْلَ أمِيرَةٍ
ساحِرةٍ جَميِلةٍ ، سوْداءَ الْعَيْنَينِ وَ الشَعْرْ وَ حَمرَاءَ الخَدِ
ياَ صاحِبة الوجه المُشْرقْ الذِيِ أضاءَ علىَ محيطها ، قدْ أطلتْ
روحاً جديدةٌ ، أنيةٌ ذاتَ نورٍ وَ حبٍ محتشَبْ علىَ تقاسيمْ وجههاَ البرِيىءْ ،
لاَ والِدةٍ لروحٍ سكنتْ الأرضَ بلْ أبًا أنَارَ عليْهَا البَيتَ علىَ روحهاَ ،
يومْ ممطرْ وَ عاصِفةٍ قوِيةٍ كانتْ هيَ كالمْرأةٍ القَويَةٍ لاَ تَخَافُ شيْئا ،
فيِ العمْرِ الثالِثةِ فقطْ أحبَتْ الدمَارْ ، إنْهَا تعْشقَ البَرْقَ وً
الكَوارِثْ ، وَيْلٌ لِعَيْنَيْها المُخِيفَتيْنْ ، خَرَبتْ كرَامَةَ البنَاتْ
لتَحْولْ نَفْسْهَا الىَ وَحْشْ .
فِيِ عُتْمَةِ ليَاليِ كَانتْ تَنْتَقلْ ، حاَملَةٌ للكراهيةِ بينَ
عينيْهاَ ، إنهاَ كغيْمةٍ سوداءَ منبعجةٌ بالودقِ الأسودْ ، عَيْنَيْها
مُتَعَطشَتانْ للدَمْ ، يجِبُ أنْ ترىَ اللَونَ الاحمر ، الاحمر ، الاحمر ،
لترْتاحْ كليًا ، إنَهَا ذلكَ النوْعُ المُسَمىَ بالْمُتوَحشاَتْ ، فِي زَواياَ
المَنْزِلْ تْجلسْ كالمَجنونةِ ترَاقَبْ كلَ أرجاءَ محيطهَا بعَينينِ أوْجلاَ
القلوب ، وَ كأنَ وحْشاً يَسكنهاَ ، وَ بنَظرَاتْ مخيِفةِ كاَنتْ تنْظٌرْ ، هنَا
وَ هُناكْ ،
كالِذئبِ كانتْ ، بينَ الجبَالْ وَ الغَاباتْ ، لاَ خوْفَ علَيْهَا
وَلا قلقْ علىَ حيَاتهَا ، إنَهَا تَحْمِلُ قوَةً غيْرْ عادِيةٌ داخِلَ لُبِهَا ،
صلاَبةُ وَ قَسوةٌ ، مثْلَ الجحَيمِ كانَتْ ، لاَ تُغطِيِ بدَنَهَا ألاَ بمَلابِسَ
سوْداءْ ، وَ أهٍ علىَ جِسْمهَا القوِيِ وَ المُخيفْ ، الذيِ أوْجَلَ كلُ منْ كانَ
لَهَا رفيقْ ، بيْنَ الصَحاَريِ كانتْ تَمْشيِ ، برِجْلينِ لَطالمَا تعِباَ ، أينَ
هوَ حلْمهَا.؟ ، و أَينَ إنْصهَرتْ بَراَءَتَهَا ؟ ، عَشقَتْ الحٌتْفَ وَ
المَنيَةٍ بضِحْكَةٍ كانَتْ تُجادِلْ
بِصَرْخةٍ عالِيةِ أيْقظَتْ رِياَحٍ قويَو ، لاَ تخَافُ منَ الموْتْ ،
بلْ عشقتْ رأية الجُثثْ وَ هيَ تَرْكمُهمْ هنَا وَ هنَاكْ ، لتَتَدنَسْ ملابِسُهَا
بدِماءْ ، أيَةَ نوْعٍ منَ فتَياتِ أنتِ؟ ، أحرَقتِ كراَمتكْ بيديْكِ ، لتَمضيِ
الىَ طريِقِ الفسَادْ بِرِجْليْكِ ، حتىَ تخَرمَ مٌسْتَقَبَلكْ ، بِألوَانٍ
سوْداءَ قاَتِمةٍ ، دَهمَ الهَلاكُ إليْكِ ، وَ أنتِ تَتَرقَبينَ موْتَكِ
بِضِحْكةٍ عاليَةٍ ، تَتَجبَرينَ كالَملِكةِ الشَريرَةِ ، بَشَعْركِ القصِيرْ و
الأوسْودْ كنْتِ كالْقوِيةٍ
وَافيْتِ نحْوَ الجَحيِم الأسْوَدْ ، دَانِيةٌ منهٌ واثِقةٍ ،
كالْضَريِرْ كانتْ مَعْ الورَىَ ، مُتَشَمِرةٌ للقَضاءِ علَيْهمِ وَ إهْلاكِهمْ
فيِ أقْربْ دقيِقةِ ، تُخيفيِنَ منْ يُقابلكْ بعَيْيكِ المُصابَتانْ بالْوَعتاَءْ
، تحَتَ الوَدقْ كنتِي تَمْضيِنْ بِقَلْبٍ مُتَجمِدْ .
رَنَةٍ عالَيةٍ بدَاخلِهَا ، مُتَعَطِشَةٌ للفسَادْ وَ الَهلاكْ ، و
بِعَيْنينِ ترْتجِفانِ ، وَ بِفَمٍ يَهْتفْ ، قتَلْ ، قَتْلْ ، قَتْلْ ، أحَبتْ
الصَخبَ وَ الصُراَخَ العَاليِ ، لاَ وَصبَ ولاَ تعبَ فيِ حَياتِهاَ المَنيَةِ
بالْفَسادْ ، بِيَدَيهَا المُتَسخَتانْ ، تَسْتَمِعٌ وَ هَيَ تَقْتُلْ وَ تُهْلكِ
، لاَ وَهنَ فِيِ سيْرهَا ، بلْ اِسْتِقامَةِ وَ ثِقَةِ فيِهَا ، أَهبَتْ لِنَشْرْ
الْوَجَلْ وَ الغُمةِ ، تَهَيأتْ لِتُنهِي الضوْءَ وَ النوُرْ ، وَ ماذَاَ بَعْدْ
أيَتهَا المُتوَحِشَةِ.؟
إقْتَادتْ
الْجَشَعْ وَ الكُرْهْ ، بٍفَمٍ لاَ يَهْتِفُ خَيْرًا ولاَ حُسْنَ ، غاَرقَةٌ فيِ
الهَواصِرْ بِضِحْكةٍ عاَليَةٍ ، إظْطَهدَتْ الكَثيِرَ منْ الوَرىَ ، بِيَديٍ
حطَمتْ قلبَ بريِىءْ ، تمْشيِ بَاحِثَتًا عنْ الإستِمْتاعْ وَ القَتْلْ ، بِعَقْلٍ
مُخطِطْ للْأسوءْ و قلْبٍ يُجادلْ فيِ الأقسىَ
التعليقات
أضف تعليق