أتيت في الشهر
الربيعي الذي أرسلت فيه الشمس شعرها الذهبي الى الأرض وتلونت الحياة بالأزهار و
الطيور و زادها جمالا البشر بصفاتهم و محسناتهم ألا و هو ماي نعم ولدت في ماي ...
ولدت في عائلة جميلة و طيبة أب و أم و أخ و أخت كبرى و أخرى وسطى و أنا الصغرى وسط
حي رائع و جميل . بدأت الحياة بأول مرة لي
في المدرسة فكل قادم مع والديه و لديه كراس صغير وقلم مع أننا لا نعرف الكتابة و
القراءة فلا زال هذا يومنا الأول ... و لكنني جئت مع أختي الكبرى فأبي كان مشغولا ليأتي معي الى المدرسة و لكن لشدة فرحي نسيت
الأمر فقد كان أحلى أيامي ... دخلت الى تلك المدرسة و الابتسامة مرتسمة على وجهي و
أختي تدعمني و تقول لي بجملة لا أنسى همساتها ( كوني الأفضل من اليوم) و قبلتني من خدي فاحمررت خجلا و كأنه أول مرة
تقبلني فيها ثم قالت أنها ستغادر و لكنني لم أقبل لأنني خائفة فقالت لي اذهبي يا
حلوتي يجب عليك أن تعتادي غيابي ففي تلك
اللحظة خطفتني فتاة و هي تنهد من كثرة التعب و هي صديقتي التي تدرس معي في الجامع
القرآني ثم قالت : تعالي معي لأعرفك على
أبي و أمي فذهبت معها وتعرفت عليهما و كانا طيبين معي جدا حتى قال ذاك العم : يا
عزيزتي أين أبوك فلم أعرف ماذا أقول و لكنني أجبته بردة فعل حائرة يا عمي أبي
مشغول اليوم و لهذا لم يأتي فجائت معي أختي و لكنها غادرت لأنها تعمل و في تلك اللحظة دق الجرس و وقفنا صفوفا منتظمة
لننشد "قسما" و بعد انهائه بدأشخص كبير في السن ينادي أسمائنا لنعرف
أقسامنا فلم نبقى مع بعض أنا و صديقتي لأنها في قسم و انا في قسم آخر و لكنني ذهبت الى ذاك القسم بعد سماع
اسمي فدخلت فوجدت أناسا غرباء جدا و
مختلفون فنظرت إليهم نظرة واسعة ثم بحثت عن مقعد و جلست فيه ثم جاءت فتاة و طلبت
مني الجلوس معي فقبلت و تعرفت اليها
فاسمها أسيل و ثم دخل أستاذ يبدو طيبا من ابتسامته فجلس و قال مرحبا بكم أيها
الاطفال هل اعجبتكم المدرسة فاجبناه بنعم فتحدث عن نفسه و عرفناه عن أنفسنا و مرت
الساعات و غادرنا المدرسة و عدت الى المنزل و لكن وقفت فرحتي عند الباب فعندما
دخلت كالعادة أبي دائما يحدث مشكلة بلا
سبب و أمي لا تستطيع و بالغضب ترجعه علينا لهذا لم تكن أيامي أياما عادية فقد كبرت بهذا الجو نعم أبي كان شخصا مختلفا
جدا عن الخارج و الداخل ففي البيت لا يهتم بأمورنا و لكن في الخارج محب للغير حتى
أنه يحب أطفال أصدقائه غيرنا لهذا الناس تراه بنظرة ليست كنظرتنا نحن أما أمي فهي
غالية علي تنزع لحمها من أجل أن تسعدني و لكن للأسف كانت أمية فلم يهمني هذا الامر
فأحببتها منذ صغري و لهذا أختي الكبرى هي أكثر من دعمتني في هذه الحياة فمرت الأعوام على هذه الحالة حتى
جاء يوم
التعليقات
أضف تعليق