رواية الاطفال الذين ارادوا الوصول الى النجوم

اردت  منذ صغري ان امسك نجمة من السماء واحتفظ بها لعلي اصبح مثلها لكني لم استطع الوصول لذا ذهبت الى امي حزينة ارجوها ان تساعدني للوصول الى النجوم لكنها ردت عليّ بصوت هادئ ومنخفض :ان اردت الوصول الى النجوم فعليك ان تحاربي.
هذه الكلمات البسيطة التي اصبحت لي كنز لا استطيع ان امحيه من ذاكرتي جعلتني احارب.
حين بدات مشوار دراسي الثقيل كنت ادرك اهمية ان اجد هدفا احارب لاجله لكني اخفضت درعي من كل جانب و تركت الحياة تلعب بي ورغم ذلك سرعان ما فتحت عيني عند موت اعز من في قلبي امي , انا ساحقق ما وعدت به نفسي ساحارب , بدأت أعباء الحياة تتراكم عليّ فبعد زواج والدي اصبحت مثل سندريلا لكن بلا ساحرة بجانبي لقد كان من الصعب ان أٌوَفق بين اعمال البيت و واجباتي المدرسية فكنت اما اعاقب من قبل استاذتي او اعاقب من قبل زوجة ابي لذا قررت ان اهرب من البيت لقد كان تفكيري خاطئ تماما كيف سوف اجد شخصا يشفق عليّ او من سوف يقبلني اعمل عنده وحتى ان وجدت عملا الن يكون الحال نفسه مع البيت بل واصعب لانه لا مكان الجأ اليه و بطبيعة الحال فلا يمكنني الدراسة بلا مال و لا يمكنني شراء الطعام بما اني لا امتلك نقدا واحدا لذا عدت بأدراجي الى المنزل لكن زوجة والدي وضعت حولي الشائعات فاصبحت فتاة غير مؤدبة بنظرهم و اغلق والدي الباب بوجهي لقد اصبحت يتيمة الان من جهتين الاولى بسبب مرضي والدتي ولقد كانت غلطتي لأني لم أعتني بها جيدا والثانية بسبب غلطتي مرة اخرى لقد كنت اتمنى ان يسمح لي بالدخول لكنه رفض ونعتني بما يتحطم منه الاحجار , اصبح الناس يتجنبونني يوما بعد يوم ومعدتي تكاد تنفجر صراخا من الجوع و الاسوأ ان الامطار بدأت تسقط أعلم أنّ الامطار تعني النعمة لكن ليس لدي ما احتمي تحته و بما أنه الشتاء فقد اصاب بالمرض لماذا الناس كلهم يمرحون و يتمتعون بينما انا اوحيدة التي تعاني هنا لقد كرهت من انتظاٍ توقف المطر لذا بدأت اتمشى في الطريق لعلي أجد ما يساعدني امامي لكني اصبت بالزكام وفقدت وعيي ..انتظر هذه الرائحة كما اني اشعر بالدفْئ هل انا بالجنة ياترى ؟ اعتقد اني بالغت قليلا بردة فعلي لكن المنزل الذي انا به الان يشبه بيتي كثيرا , هل من المعقول ان والدي سامحني و اعادني للبيت لقد نهضت بدون تفكير وبدأت أجري في الرواق كالمجنونة حتى صدمت احدهم و سقطت لقد كان شابا يبدوا يافعا للغاية أهذا المنزل لوالديه ياترى ؟ لا اعتقد ذلك فالمطبخ به فنجان واحد للقهوة
_مرحبا يا سيدي في الواقع انا ...كيف اشرح له الامر ياترى ...ارجوك اجعلني خادمة عندك.
-ههههههه(يضحك) مالامر ياعزيزتي هل هربتي من البيت, عودي لمنزلك فوالداك سيقلقان عليك . حينها بدات تتسرب الدموع من عيني احقا هذا ما جئت من اجله لا اصدق اني قد هربت من البيت وقد وعدت  والدتي اني ساحارب , لا اصدق اني قد خرجت لاحصل على شفقة الناس , حملت سترتي و شكرت الرجل المحترم و خرجت من بيته بكل احترام , حتى لامست يده كتفي وقال: لما لم تقولي انكي يتيمة من البداية , نظرت في عينيه متفاجاة و سألت نفسي يا ترى هل يقرأ هذا السيد افكاري ام ماذا ؟ لكني لم استطع ان اتحدث كل مافي الامر اني عدت معه الى البيت وهو يمسك يدي لقد كان يعاملني باحترام شديد كما انه دفع رسومي المدرسية و سمح لي بالبقاء معه كنا نشرب الشاي معا كل يوم نقرأ الكتب و نستمتع بالهواء الطلق كما انه كان هناك صورة في اعلى الرف لقد كان متصورا مع آنسة جميلة للغاية لكني لم اجرء واساله من تكون لانه كان دائما ينظر اليها بحزن شديد
-ترى من تلك الفتاة التي اسرته داخلها بحكمة ولم يفلت من خيوطها التي تشبه نسيج العنكبوت ,يبدوا ان هناك من يطرق باب المنزل ترى من يكون لحظة اوليس هذا والدي اين ...اين يمكن ان اختبأ تحت المنضدة ربما, اتمنى ان لا يسمع صوتي انه ينادي باسمي ..زهرة اخرجي حالا اعلم انكي هنا , انا لن أؤذيكي اخرجي ..اتمنى ان لايسمع صوتي لحظة غطاء الطاولة انه يكشف سوف يراني ...لقد انتهى امري... اعتذر يا سيد جاسر لان ابنتي سببت لك المتاعب ؟ لاعليك يا سيدي فقد كانت فتاة مهذبة
-مازلت لا اصدق ان السيد جاسر هم من اتصل بوالدي , ترى هل سببت له الازعاج وِالأكثر  من ذلك هل رضيّ والدي بي وهل علم ان زوجته كانت تكذب فقط وقام بطردها لانها عاملتني بقسوة اتساءل؟ اعتقد انه قلق عليّ كثيرا فهو يمسك يدي بشدة ,....والدي انا آسفة لاني اقلقتك
 - لاتقولي هذا الاسم من جديد
-ماذا تعني يا ابي
-لقد اخبرتك لاتناديني بأبي(يقولها وهو يصرخ) لا أصدق ان كلام زوجتي كان حقيقي كنت تسكنين مع رجل اكبر منك  ب20 سنة والاكثر من ذلك مع السيد جاسر اكثر الاشخاص احتراما.
-اذا كنت تعلم انه محترم فلماذا تظن بي السوء اذا ؟ (تقولها والدموع تنهمر من خديها)
-لابد انكي لوثتيه و لهذا قررت ان امسح الذل الذي مسستيه بعائلتنا
وهكذا تزوجت لقد كان الخيار الوحيد امامي بجانب موتي لقد كان زوجي رجلا فضيعا يرجع الى البيت ثملا لم يكن وسيما ابدا وقد كان اكبر من جاسر لقد كان قلبه ملوث كثيرا لكني قررت الا اهرب من الحقيقة دائما لذا بقيت بالمنزل كنت اخبز كثيرا اترك الربع لزوجي و الباقي ابيعه في السر كي اجني منه المال لمتابعة الدراسة انها اكثر شيئ عليّ ان اقوم به لكن بعد مدة مرض زوجي مرضا اقعده بالمنزل لقد اكثر من الشرب حسب ما قاله الطبيب لي و لم يكن له أملا في الشفاء لذا اصبح الكعك الذي اخبزه مالا اشتري به  دوائه ولاني كنت اعتني به توقفت عن مزاولة المدرسة كانت حالته تزداد سوءا كل يوم  وقد كنت اعتقد انه سياتي ذلك اليوم الذي اكون فيه عازبة من جديد الاّ انه قد شفي والآن هو قد لاحظني عندما كنت في الماضي بالمنزل كان هو بالخارج لذا لم يكن الامر كما لو اني قد ارتبطت لكن الآن هذا تغير... لقد لاحظني... لقد أدبّ هذا الامر الرعب في قلبي وجعلني اشعر للوهلة الاولى باني مهزومة الاّ انه كان عليّ ان اتصرف بلامبالاة و اتظاهر اني لا ارى تلك النظرات التي تلاحقني صباحا ومساءا بلا انقطاع لقد كان عمري حينها 15 سنة لقد كنت زهرة تتفتح لتصل الى مستوى الروعة لكن ذبلت بعد ان انجبت طفلي الاول و اصبحت أُمًا للمرة الاولى أما والده الخالي من المشاعر فقد مات بسبب السرطان بعد ولادتي لإبني و تركني ارملة لقد اسميت ابني بسليم ليبقى بكامل الصحة و يكمل حياته وهو متعافي بالاحرى املا ان لايحدث معه كما حدث لوالده ايّ فتاة بسني كانت لتكره طفلها وتقوم برميه الاّ اني احببته وشعرت كما لو انه فارس تركه لي زوجي كي يحميني بعد موته لقد اردت ان ارى الايجابيات اكثر من السلبيات كنت دائما اعود للمنزل متعبة بعد جني قليل من المال فقد اصبحت نظرات الناس لي اسوأ من الاول, فهم يعتقدون اني انجبت طفلي من الحرام لكن هذا لم يزعزع ثقتي بنفسي الاّ انّ حزني الوحيد أني لم استطع العودة لصفوف الدراسة كانت الكهرباء ببيتي منقطعة و كان صاحب المنزل يطرق الباب بفوضى كي ادفع له الايجار رغم ان زوجي كان يثمل كثيرا الاّ انه كان قدر المسؤولية ليحظر ما يأتمن به منزلنا لكن الامر لم يتم طويلا حتى طردت من البيت لم اكن استطيع ان اطلب المساعدة من والدي بعد ان تبرأ مني ولم يكن لأحد ان يساعد فتاة تحمل طفلا في حضنها لكن ذلك لم يمنعني بان أعطي كل الحب والحنان لصغيري فاصبحت اتنقل من مكان لآخر لا اعرف اين أذهب او لمن ألجأ حتى تمت دعوتي لقسم الشرطة
-نعم ياسيدي في ماذا تود ان تسألني
-وردتنا أخبار انكي خطفتي طفل عائلة السيد تامر ومما يبدوا فاِن هذا الكلام صحيح
انفعلت صارخة عن ماذا تتكلم  هذا الطفل ..ثم توقفت لبرهة وقلت لنفسي انا بلا بيت , بطني يصرخ من الجوع و الحليب يكاد يتوقف كيف يمكنني الاعتناء بطفل بينما لا استطيع الاعتناء حتى بنفسي لكن من جهة اخرى فان قلت اني خطفته الاّ يعني اني سادخل السجن ,...نعم ياسيدي هذا الطفل ليس ابني ..لقد كنت مدركة بصعوبة الامر لكني تذكرت لوهلة ما قالته امي لي ان اردت الوصول الى النجوم فعليّ ان احارب ..لحظة ياسيدي لن اسمح لك بأخذ طفل انجبته ..لقد ادركت اني اذا اقنعت نفسي بهذه الكذبة السخيفة فهذا يعني اني تبرأت منه , لقد اخبرت الشرطي بكل شيئ كما اتضح ان السيد تامر ماهو الاّ شخص يقتل الاطفال ليبيع اعضاءهم لقد حمدت الله ليل نهار لاني قد قلت الحقيقية اندهش الشرطي من هول ما رأى و ما سمع وقرر مساعدتي, مازلت للآن لم انسى خيره الشديد علي لقد اصبحت معلمة اطفال في مكان يسمى الامل ولقد كان طفلي يكبر امام عيني بسعادة تامة الاّ ان قابلت مديرة الملجأ , لقد كانت تشبه الشخص الذي هو بالصورة مع السيد جاسر , لم اصدق الامر في البداية لكن بعد ان رأيت نفس الصورة على مكتبها ايضا تأكدت من ذلك لم اخبرها بأي شيئ لأني كنت ارغب في أن ابتعد عن المشاكل, الى  ان اخبرتني انها قد فقد ذاكرتها ولم يتبقى من ماضيها الاّ هذه الصورة وقد كان الذي ساعدها هو مدير هذا الملجأ لذا هي عهدت على نفسها انها ستكمل خطى مديرها لقد راودني بعض الفضول لذلك فاتصلت بالسيد جاسر سألته عن الصورة لقد اخبرني ان تلك الفتاة هي آخر من تبقى من عائلته لقد كانت اخته وقد ذكرى انه فقدها بعد الحادث الذي مرت به عائلته في غيابه وبعد هذه المحادثة علمت لما اتصل بوالدي في ذلك الوقت هو فقط أرادنا ان لانشعر بالألم الذي شعر به رغم انه قد اساء الفهم , و لأني اردت ان اعرف شعور المديرة بماذا لو وجدت عائلتها وكان جوابها يحرك الميت من قبره  لقد علمت حينها بكم تألمت ,لذا أخبرتها وأخبرته وقد كانا عليهما ان يلتقيان لقد كانت متوترة وسعيدة جدا لكنه عندما عرض عليها ان يعيشا معا رفضت لقد اخبرته ان عائلتها في انتظارها لقد كانت تعني الاطفال بالملجأ , تاثرت كثيرا ورغم انه هو من قام بدعوتها للسكن معه الاّ انه جاء ليعيش معنا في هذا الحب الكبير .
اعتقد ياوالدتي اني قد وجدت سمائي المرصعة بالنجوم.