حينما تؤمن أن يد الله وحدها تعمل، وأنه لا معطي، ولا مانع، ولا معز، ولا مذل، ولا خافض، ولا رافع، ولا مكرم، ولا مهين إلا الله، وأن كل علاقتك مع الله، حينما تؤمن بهذا الإيمان توحد وجهتك إلى الله، وتعقد الأمل على الله، ولا تخشى إلا الله، ولا تخاف إلا الله، ولا ترجو إلا الله، ولا تضع الأمل إلا بالله، ولا تبتغي إلا ما عند الله ، هذا هو التوحيد.
فلذلك ما علاقة هذه المقدمة بالتيسير والتعسير ؟
 لأن الأمر بيده، أمر زوجتك بيده، إما أنها تكون مطواعة بشكل رائع، التعامل معها سلس، أو أن ترى أنها قطعة من الجحيم، قد تكافأ بزوجة صالحة، وقد يؤدب الإنسان بزوجة تريه النجوم في الظهر، وقد يصلح له زوجة سيئة، الأمر بيد الله، بأدق التفاصيل، من أدق التفاصيل إلى أكبر التفاصيل، من خدش عود إلى حرب أهلية، إلى اجتياح، إلى احتلال.
 حينما توحد حُلت أربع أخماس مشكلتك، حينما توحد، ألاّ ترى مع الله أحدا، لذلك هذا الكلام يلخَّص بهذه المقولة: كل شيء وقع أراده الله، معنى أراده أي سمح به فقط، قد يريد شيئاً، ولم يؤمر به، قد يريد شيئاً، ولم يرضَ عنه، أنت مخير، هويتك مخير.
  أنت المخلوق الأول، أنت المخلوق المكرم، أنت المخلوق المكلف، لو ألغى الله حريتك لانتهى التكليف، انتهى حمل الأمانة، انتهت الجنة، انتهت النار، انتهى الثواب، انتهى العقاب، أنت مخير، وجئت إلى الدنيا على هذا الأساس، أنت مخير، ويمكن أن تفعل شيئاً أصررت عليه، والله لا يرضى أن تفعل هذا الشيء، كما لم يأمرك أن تفعله.
قال علماء العقيدة: أراد ولم يأمر، أراد ولم يرضَ.
 أنت صيدلي، وتحتاج إلى موظف ليعينك بعد الظهر، أردت أن تمتحنه، فأتيت له ببعض الأدوية، وقلت له: ضع هذه الأدوية في أماكنها في هذه الصيدلية، هذه فيتامينات، هذه سموم، هذه مضادات حيوية، هذه مقويات، فأخذ دواء السموم ليضعه مع الفيتامينات، إذا منعته فقد ألغي التكليف، ألغي الامتحان كله، وإذا سكتت فأنت أقوى منه، بإمكانك أن تمسك يده ضعها هنا، التغى الامتحان، الامتحان التغى كلياً.
فالله عز وجل أراد ولم يرضَ، أراد ولم يأمر، أي سمح به، لأنه لا يليق أن يقع في ملك الله ما لا يريد، إله عظيم يقع في ملك ما لا يريد ؟ هذا لا يتناسب مع ألوهية الإله العظيم.