يحكى ان هناك اسرة فقيرة تقيم بكوخ صغير قرب الغابة تتكون من العمهيدر و العمة كلثوم و ابنتهما لبنى طالبة بالسنة الثانية متوسط و اختها النجيبة ذرصاف التي تكبرها عاما و قد كانتا هاتين البنتان مختلفتان من حيث الهوايات و الامنيات ولا تتفقان في اي شيئ. و قد كانت العمة كلثوم تذهب الى السوق كل صباح لبيع الرغيف و اشتراء الدواء لزوجها هيدر.


ذات يوم رسمت لبنى حفرا كبيرا و قسمته الى نصفين لونت النصف الاول باللون الذهبي و النصف الآخر باللون الاسود. مرت ساعات معدودة لم تجد لبنى تلك الرسمة لقد طارت بفعل هواء الربيع الطلق ... خرجت الفتاة للبحث عنها فوجدتها و كانت المفاجأة ... الحفر حقيقي لقد كان امام كوخهم توجهت لبنى اليه بشوق فقال :"انا حفر منصف الى قسمين قسم لك و آخر لاختك" اختارت لبنى النصف الذهبي فنبهها الحفر قائلا "في هذا المكان تتمكنين من طلب 5 امنيات لكنني انصحك باختيار نصفي الآخر ردت قائلة : "هل تريدني ان اقفز و اسبح في هذا الماء الاسود ؟ ام انك تودني ان اشربه ؟" قفزت لبنى في النصف الذهبي و رحلت الى كوكب الثراء و الغنى و الكسل دون تفكير او تخمين و تركت امها تتوسل و تبكي كي لا تغادر الكوخ.


لما كانت ذرصاف عائدة من المدرسة وجدت الحفر في طريقها ووجدت امهاكلثوم تبكي امامه سئلتها مستغربة ماجرى فقصت لها امها الحادثة تعجبت ذرصاف قائلة : "ماء اسود اللون ؟!" ثم ذهبت لترى هذا الحفر السري ففرحت الفتاة و احضرت قارورات كثيرة و اخبرت والديها بضرورة القفز في ذلك الماء الاسود و هو كذلك ذهبت و قد الى كوكب العمل و المثابرة بعد موافقة والديها و بعد اجراء عدة فحوصات لذاك الماء و التاكد من انه بترول.


باعت ذرصاف الذكية هذه الثروة و تحصلت على اموال كثيرة فاقامت مصنعا صغيرا لانتاج الشموع بعد مكافاتها بكميات كثيرة لمادة البرافين التي يصنع من خلالها الشمع. اما بقية اموالها فقد استغلتها لمعالجة ابيها و عادت الى قريتها لتواصل الدراسة.


آنذاك طلبت لبنى امنيتها الاولى... فالثانية... فالثالثة... فالرابعة... و لم تتبقى لها الا امنية لم تستفد منها لان كل امانيها تحققت.


بعد مرور سنوات طويلة مللت لبنى من حياتها الجديدة و اشتاقت لوالديها و اختها فطلبت امنتيها الاخيرة و هي ان تعود الى اهلها و بالفعل عادت الى قرية الفقر و المعاناة الا انها لم تجد عائلتها ...سالت جارهم العم هديدو فاخبرها انهم رحلوا الى كوكب العمل و المثابرة مع اختها ذرصاف فلحقت بهم الى هناك حيث لم تجد مكانا للمبيت.


عند وصولها وجدت منزل فخم و حراس في الخارج يستقبلونها طرقت الباب ففتحت لها الخادمة التقت هناك والداها و اختها و قد كانوا يرتدون ملابسا فاخرة الا ان علامات الفخر لا تبدو على اوجههم و قد كانوا في كل يوم يستدعون فقيرا للغذاء معهم. بكت و ندمت لبنى بكاءا و ندما شديدين و طلبت العفو و المغفرة من الله و من الام كلثوم و الاب هيدر و الاخت ذرصاف فاجابها اباها :"ياابنتي سنسامحك لكن عدينا انك لن تكوني للرزق مجروحة الفؤاد ... لان الرزق لرب العباد ... و ان تعملي لان العمل مفتاح الجهاد ... وان تثابري حتى تصلي للمراد." فاجابت " اعدكم ... اعدكم يا ابتاه" 
و من ذلك اليوم اصبحت لبنى نشيطة جدا و عاشوا كلهم سعداء.