هكذا كانت حياتهم

"من قصص أهل البصرة ليلى الناعطية"

ليلى الناعطية , مازالت ترقع قصميا لهها و تلبسه, حتى صار القميص الرقاع و ذهب القميص الأول.

و رفت  مساءها و لبسته, حتى صارت تلبس الا الرفو,و ذهب جميع الكساء و سمعت قول الشاعر:

البس قميصك ما اهتديت لجيبه  

                                   فاذا أضلك جيبه فاستبدل


فقالت:((اني أذن لخرقاء, أنا-و الله - أحوص الفتق و فتق الفتق و أرقع الخرق و خرق الخرق))

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ما قصده الجاحظ؟

قصة ليلى الناعطية هي أكثر قصص الجاحظ اتصافا بالبخل الشديد و كثرة الشح. عرفت ليلى الناعطية بكثرة الرقع التي تملأ قميصها الذي لا ترتدي سواه لدرجة جهلت الناس يطلقون عليه اسم القميص الرقاع و لم يعد يشبه القميص الأصلي و لا يمت له بصله.

ترفو القميص و معنى ذلك تصلحه و تلبسه حتى صارت لا تلبس الا الرفو و هو الشيء الذي اصلح فعرفت باللباس الرفو حيث سمعت قول الشاعر:

اعمل على ارتداء القميص الذي لم تضع بعد معالم و تفاصيل شكله,فاذا ضاعت و لم تعد تعرف الجيب من غيره,هنا عليك استبداله.

فقالت ليلى: (اني و الله اخيط و أرفو الفتق) و هو ما يصيب القميص من اهتراء في خيوطه التي تجمع القماش بعضه مع بعض (و أخيط فتق الفتق ) هنا كناية عن شدة البخل (و أرقع الخرق) و هو تمزق القماش (و خرق الخرق).


كان الجاحظ في كتابه (البخلاء) فنانا بطبعه, اعتمد لونا أساسيا و هو الذات البشرية فغاص الى أعماقها يستنبط ما في جوانبها من غرابة و غموض


مقتبس من مجلة سبيستون مجة فتايات المستقبل االعدد (35)

shyliz