السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم اتيت لكم بقصة 

من التراث الصيني واتمنى ان تعجبكم

يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم ‏..‏ مشى الفتى أربعين يوماً حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل ‏..‏ وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه ‏..‏ وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيراً من الناس‏ ..‏ انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره ‏..‏ أنصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له ‏:‏"الوقت لا يتسع الآن" وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين‏ ..‏ وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏ "امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت‏".
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه علي الملعقة ‏..‏ ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله ‏:‏ "هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟؟ ..‏ الحديقة الجميلة ؟؟ ‏..‏ وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟؟"
ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئاً، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ‏..‏ فقال الحكيم‏:‏"ارجع وتعرف علي معالم القصر ‏..‏ فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه‏"
‏ عاد الفتى يتجول في القصر منتبهاً إلى الروائع الفنية المعلقة علي الجدران‏ ..‏ شاهد الحديقة والزهور الجميلة ‏..‏ وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى‏ ..‏ فسأله الحكيم‏:‏ "ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟؟" ‏..‏ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا ‏..‏ فقال له الحكيم‏:‏ 
"تلك هي النصيحة التي أستطيع
 أن أسديها إليك، سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا ًقطرتي الزيت‏".
فهم الفتى مغزى القصة، فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏ ..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏

واتمنى انكم قد استمتعتم واستفدت 

من هذه الحكاية

وسالقاكم ان شاء الله في قصة

اخرى في يوم السبت

في امان الله