روض إذا زرتهُ كئيباً *** نفّس عن قلبك الكروبا يعيد قلب الخليّ مغراً *** و ينسى العاشق الحبيبا إذا بكاه الغمام شقّت *** من الأسى زهرة الجيوبا تلقى لديه الصّفا ضروباً *** و لست تلقى له ضريبا و شاه قطر الندى فأضحى *** رداؤه معلماً قشيبا فمن غصون تميس تيها *** و من زهور تضوع طيبا ومن طيور إذا تغنّت *** عاد المعنّى بها طروبا ونرجس كالرقيب يرنو *** و ليس ما يقتضي رقيبا وأقحوان يريك درّاً *** و جلّنار حكى اللّهيبا وجدول لا يزال يجري *** كأنّه يقتفي مريبا تسمع طوراً له خريراً *** و تارة في الثرى دبيبا إذا ترامى على جديب *** أمسى به مربعاً خصيبا أو يتجنّى على خصيب *** أعادهُ قاحلاً جديبا صحّ فلو جاءه عليلٌ *** لم يأت من بعدهِ طبيبا وكلّ معنى به جميلٌ *** يعلّم الشاعر النسيبا أرض إذا زارها غريب أصبح عن أرضه غريبا