أعتذر( للحيــاة ) حينما إتهمتها بالقسوة .. 
و للطيور و البلابل حينما قلت عنها خرساء ..
و للدموع حينما جمدتها بالعين .. 
و لصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه .. 


أعتذر ( للأحــلام ) لأني أطرق بابها كل ساعة 
و أجعلها تأخذني إلي كل مكان أريده .. فهي حققت 
كل أمنياتي دون تردد .. و هي من أتعبتها معي حينما 
كبرت و كبرت معي أحلامي ..و رغم ذلك كله .. 
لا تتذمر و إنما تقول " أطلبي و أنا علي السمع و الطاعة " .. 


اعتذر ( لأوراقــي ) لأني كتبت فيها و أحرقتها .. 
و رسمت الطبيعة عليها .. و بدون ألوان تركتها .. 
و في لحظة همومي و أحزاني لجأت إليها .. 
و في لحظة فرحي و راحتي أهملتها .. و عندما 
عزمت الاعتكاف عن الكتابة مزقتها و ودعتها إلي الأبد ... 


أعتذر ( للسعــادة ) لأني عشقت الحزن و حملته شطرا 
من حياتي .. و عشقت البكاء لأني أنفس به عن آلامي .. 
و عشقت قول الآه لأنها تطفئ حرقة قلبي .. 
و عشقت الجراح لأنها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور ثيابي ..
وعشقت الصمت في لحظة الألم لأنه يحفظ لي كبريائي 
فعذرا أيتها السعادة لأني أبعدتك عن حياتي ... 


أعتذر ( لأمـــي ) لأنها تألمت عند ولادتي .. 
و سهرت علي نشأتي و رعايتي .. 
تبكي علي بكائي .. و تسعد عندما تسمع ضحكاتي .. 
و تسقم لسقمي .. و تتعافي بمعافاتي .. 
و صبرت و تحملت طيشي و إزعاجي .. 
و تجاوزت أخطائي و تذكرت حسناتي ... 


أعتذر ( لقلمـــي ) لأني في معاناتي أتعبته .. 
و لأني حملته الألم و الأحزان و هو في بداية عهده .. 
و عندما انتهي رميته و استعنت بآخر مثله .. 


أعتذر ( لخواطـــري ) لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن و الألم .. 
فقد أصبح الكل يبحث عنها و عن معاني غموضها .. 
في قواميس لا وجود لها في هذا الزمن .. 


أعتذر ( للواقـــع ) لأني بكل قسوة رفضته .. 
و أغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المرة .. 
و شكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة .. 
و نسيت أنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيمة .. 


في المواقف الصعبة .. 
أعتذر ( للأمــــل ) حينما رحلت عنه بدون استئذان .. 
و لازمت اليأس في محنتي .. 
و مكابرتي رغم مرارتي و آلامي .. 
فقد كانت سعادتي الوهمية تكويني في صمت .. 
و تعذبني في ليلي دون إحساس الآخرين بي ..